تكيس المبايض ما هو و هل يسبب العقم ؟

تكيس المبايض: حقائق وخرافات

متلازمة تكيس المبايض (PCOS) هي اضطراب هرموني شائع يؤثر على ملايين النساء حول العالم. ورغم انتشاره، إلا أنه محاط بالعديد من الخرافات والمعلومات الخاطئة التي قد تسبب قلقًا غير مبرر أو تمنع النساء من الحصول على التشخيص والعلاج الصحيح. في هذا المقال، سنتعرف على حقيقة تكيس المبايض، أسبابه، أعراضه، وكيفية التعامل معه، مع التركيز على علاجه وعلاقته بالسمنة وتأخر الإنجاب.

ما هو تكيس المبايض؟ (الحقيقة)

على عكس ما يوحي به الاسم، فإن متلازمة تكيس المبايض ليست مجرد وجود “أكياس” على المبيض. بل هي متلازمة معقدة تُشخص بناءً على وجود اثنين على الأقل من ثلاثة معايير رئيسية:

  1. عدم انتظام الدورة الشهرية: وهذا يشمل غياب الدورة الشهرية (انقطاع الطمث)، أو دورتها المتأخرة، أو غير المنتظمة.
  2. فرط الأندروجين (هرمون الذكورة): يتمثل في ارتفاع هرمونات الذكورة في الجسم، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل حب الشباب، وزيادة نمو الشعر في الوجه والجسم (الشعرانية)، وتساقط الشعر من فروة الرأس (الصلع النمطي الذكوري).
  3. المظهر المتعدد الأكياس للمبيض في الموجات فوق الصوتية: تظهر المبايض على الموجات فوق الصوتية (السونار) وبها العديد من الحويصلات الصغيرة التي تشبه “الأكياس”. هذه الحويصلات هي بويضات لم تنضج بشكل كامل، مما يمنع حدوث التبويض.

الخرافات حول تكيس المبايض

  • الخرافة الأولى: تكيس المبايض يسبب العقم التام. الحقيقة: تكيس المبايض هو أحد الأسباب الرئيسية لتأخر الإنجاب، ولكنه لا يسبب العقم المطلق. العديد من النساء المصابات بـ PCOS ينجبن أطفالًا بعد تلقي العلاج المناسب. العلاج يهدف إلى تحفيز التبويض (خروج البويضة من المبيض)، وهو الأمر الذي لا يحدث بانتظام في حالة تكيس المبايض.
  • الخرافة الثانية: تكيس المبايض هو مرض وراثي لا يمكن تجنبه. الحقيقة: تلعب الوراثة دورًا في متلازمة تكيس المبايض، ولكنها ليست العامل الوحيد. نمط الحياة غير الصحي والسمنة يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض أو تفاقم أعراضه.
  • الخرافة الثالثة: كل من لديها “أكياس” على المبيض مصابة بمتلازمة تكيس المبايض. الحقيقة: وجود حويصلات صغيرة على المبيضين أمر شائع في سن الإنجاب ولا يعني دائمًا الإصابة بالمتلازمة. التشخيص يعتمد على وجود الأعراض الأخرى المذكورة أعلاه.

علاقة تكيس المبايض بالسمنة وتأخر الإنجاب (الحقيقة)

1. السمنة وتكيس المبايض: علاقة متبادلة

السمنة هي أحد العوامل التي تزيد من سوء أعراض متلازمة تكيس المبايض. يعاني العديد من المصابات بـ PCOS من مقاومة الأنسولين، وهي حالة لا يستجيب فيها الجسم لهرمون الأنسولين بشكل فعال. يؤدي ذلك إلى ارتفاع مستويات الأنسولين في الدم، مما يحفز المبايض على إفراز المزيد من هرمونات الذكورة (الأندروجين)، مما يزيد بدوره من أعراض تكيس المبايض.

من ناحية أخرى، يمكن أن تساهم أعراض تكيس المبايض في زيادة الوزن، مما يخلق حلقة مفرغة يصعب كسرها. ولكن حتى فقدان 5-10% فقط من الوزن الزائد يمكن أن يحسن بشكل كبير من أعراض تكيس المبايض، ويحسن حساسية الجسم للأنسولين، وقد يساعد على انتظام الدورة الشهرية.

2. تأخر الإنجاب وتكيس المبايض: عدم انتظام التبويض

تأخر الإنجاب هو أحد أبرز الأعراض المقلقة للمصابات بمتلازمة تكيس المبايض. السبب الرئيسي لذلك هو عدم انتظام التبويض أو غيابه. العلاج يهدف إلى تحفيز التبويض من خلال استخدام الأدوية مثل كلوميفين أو ليتروزول. وفي حالات أخرى، قد يتم اللجوء إلى تقنيات الإنجاب المساعد مثل التلقيح الصناعي (IVF)، حيث يتم تحفيز المبيض لإنتاج بويضات ونقلها إلى الرحم بعد تخصيبها.

كيفية علاج تكيس المبايض (الحقائق)

لا يوجد “علاج” واحد لمتلازمة تكيس المبايض، ولكن هناك طرق متعددة للتحكم في الأعراض. يعتمد العلاج على الأعراض التي تعاني منها المرأة وأهدافها (سواء كانت ترغب في الحمل أم لا).

1. تعديل نمط الحياة:

  • فقدان الوزن: حتى خسارة قليلة من الوزن الزائد يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في تحسين مقاومة الأنسولين وانتظام الدورة الشهرية.
  • النشاط البدني: ممارسة الرياضة بانتظام تساعد في تحسين حساسية الأنسولين وتخفيف التوتر.
  • نظام غذائي صحي: التركيز على الأطعمة الغنية بالألياف، والبروتينات، والدهون الصحية، وتجنب السكريات والكربوهيدرات المكررة.

2. العلاج الدوائي:

  • حبوب منع الحمل الفموية: تستخدم لتنظيم الدورة الشهرية وتقليل مستويات هرمونات الذكورة، مما يساعد في علاج حب الشباب والشعرانية.
  • الميتفورمين: هو دواء يستخدم لعلاج مقاومة الأنسولين.
  • أدوية تحفيز التبويض: مثل كلوميفين أو ليتروزول، تستخدم للمساعدة في حدوث الحمل.

ختامًا

متلازمة تكيس المبايض هي حالة مزمنة تتطلب متابعة مستمرة، لكنها ليست نهاية المطاف. فهم الحقائق وتجنب الخرافات يمكن أن يُمكِّن المرأة من إدارة حالتها بفعالية. بالتعاون مع الطبيب المختص وتغيير نمط الحياة، يمكن التحكم في الأعراض وتحقيق الحمل وتحسين جودة الحياة. إذا كنتِ تعانين من أي من هذه الأعراض، فاستشيري طبيبتك النسائية للحصول على التشخيص الدقيق والعلاج المناسب.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *