تركيبة النيفيديبين و علاج الشرخ الشرجي

الشرخ الشرجي (anal fissure) أحد الأمراض الشرجية الشائعة التي تُسبب ألمًا شديدًا ونزيفًا بسيطًا خلال عملية التبرز. يتمثل الشرخ في تمزق صغير في بطانة القناة الشرجية. يحدث هذا التمزق غالبًا نتيجة للإمساك المزمن، أو مرور براز صلب، أو الإسهال المتكرر. يُصنّف الشرخ إلى حاد ومزمن؛ حيث يُعدّ الشرخ المزمن الذي يستمر لأكثر من 6 أسابيع أكثر صعوبة في العلاج. الهدف الرئيسي من علاج الشرخ الشرجي هو تخفيف التشنج في العضلة العاصرة الداخلية للشرج، مما يُحسّن من تدفق الدم إلى المنطقة ويُساعد على التئام الجرح.صورة anal fissure

مرخّصة من Google


تركيبة النيفيديبين و آلية عملها

النيفيديبين (Nifedipine) هو دواء ينتمي إلى فئة حاصرات قنوات الكالسيوم. يُستخدم هذا الدواء بشكل أساسي لعلاج ارتفاع ضغط الدم والذبحة الصدرية. لكن في السنوات الأخيرة، أظهرت الدراسات فعاليته الكبيرة في علاج الشرخ الشرجي، لا سيما في تركيبات موضعية (كريمات أو مراهم).

تتمثل آلية عمل النيفيديبين في علاج الشرخ الشرجي في:

  • تخفيف التشنج في العضلة العاصرة الداخلية: يُعدّ التشنج المستمر في هذه العضلة هو السبب الرئيسي لضعف تدفق الدم في المنطقة، مما يُعيق عملية التئام الشرخ. يعمل النيفيديبين على إرخاء هذه العضلة عن طريق منع دخول أيونات الكالسيوم إلى خلايا العضلات الملساء، مما يُقلّل من انقباضها.
  • تحسين تدفق الدم: يؤدي إرخاء العضلة العاصرة إلى توسيع الأوعية الدموية في المنطقة الشرجية، مما يُحسّن من تدفق الدم الغني بالأكسجين والمواد الغذائية اللازمة لإصلاح الأنسجة التالفة.

تُحضّر تركيبات النيفيديبين الموضعية عادةً في صيدليات خاصة، وتتكون من نيفيديبين بتركيز 0.2% إلى 0.3%، ممزوجًا بقاعدة مرهم مثل البترول أو اللانولين. يُضاف أحيانًا الليدوكايين (Lidocaine) إلى التركيبة لتوفير تأثير مسكن موضعي للألم.


الفوائد والفعالية والنتائج

يُعتبر العلاج بالنيفيديبين الموضعي من الخيارات العلاجية الفعالة والآمنة، لا سيما مقارنة بالتدخلات الجراحية. تشمل فوائده ونتائجه:

  • فعالية عالية: تُظهر الدراسات أن استخدام مرهم النيفيديبين يُحقق معدلات شفاء تصل إلى 90% في بعض الحالات، وهو ما يُقارن بنتائج الجراحة.
  • نتائج سريعة: يبدأ المريض بالشعور بالتحسن في الألم خلال الأيام القليلة الأولى من العلاج، بينما قد يستغرق التئام الشرخ بشكل كامل من 4 إلى 8 أسابيع.
  • تجنب الجراحة: يُتيح العلاج بالنيفيديبين تجنب الحاجة إلى التدخل الجراحي، الذي قد يُصاحبه بعض المخاطر مثل سلس البراز المؤقت.
  • آثار جانبية قليلة: الآثار الجانبية للعلاج الموضعي بالنيفيديبين قليلة ومحدودة جدًا، وقد تشمل الصداع الخفيف أو الدوار، وهي تحدث نادرًا بسبب الامتصاص الجهازي للدواء.

الفئة المستهدفة وطريقة الاستخدام

يُستهدف العلاج بالنيفيديبين بشكل رئيسي المرضى الذين يُعانون من الشرخ الشرجي المزمن، والذين لم يستجيبوا للعلاجات التحفظية الأخرى مثل الحمية الغنية بالألياف وشرب السوائل. كما يُعدّ خيارًا ممتازًا للمرضى الذين يرغبون في تجنب الجراحة.

طريقة الاستخدام:

  • يُوصى عادةً بتطبيق كمية صغيرة من المرهم (بحجم حبة البازلاء) على المنطقة الشرجية مرتين في اليوم، بعد تنظيف المنطقة جيدًا.
  • يجب أن يستمر العلاج لمدة لا تقل عن 6 أسابيع، حتى لو شعر المريض بالتحسن المبكر، لضمان التئام الشرخ بالكامل.

نصائح مهمة لزيادة فعالية العلاج

لضمان أفضل النتائج من استخدام النيفيديبين، يجب على المريض اتباع النصائح التالية:

  • السيطرة على الإمساك: يجب أن يكون الهدف الأول هو منع الإمساك، وذلك من خلال زيادة تناول الألياف الغذائية وشرب كميات كافية من الماء.
  • حمامات المقعدة الدافئة: تُساعد حمامات المقعدة لمدة 15-20 دقيقة عدة مرات في اليوم على تخفيف الألم والتشنج، مما يُعزّز من عمل المرهم.
  • النظافة الشخصية: الحفاظ على نظافة المنطقة الشرجية أمر بالغ الأهمية لمنع العدوى.
  • تجنب الإجهاد: يجب تجنب الإجهاد أثناء التبرز، واستخدام الملينات إذا لزم الأمر، لكن بعد استشارة الطبيب.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *